هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في دراسة فكرية مطوّلة ونادرة، أعدّتها جماعة "الإخوان المسلمون" بنفسها، تعيد الجماعة الإسلامية الأبرز في العالم العربي قراءة مسألتي العنف والسلمية في فكرها وتجربتها الممتدة، من خلال استعراض تأصيلي وتاريخي يبدأ بمؤسسها الإمام حسن البنا، ويغوص في محطات التحوّل الكبرى التي واجهت الجماعة منذ نشأتها وحتى ما بعد الانقلاب العسكري في مصر عام 2013، متمسكة بخيار السلمية باعتباره خيارًا إستراتيجيًا تأسّس عبر تراكم التجربة لا ردّ فعل ظرفي، رغم ما تعرضت له من بطش وقمع متواصل. وفي هذا السياق، تنشر "عربي21" هذه الدراسة المهمة على حلقات متتابعة، ضمن مبادرتها لفتح حوار فكري وتوثيقي معمّق حول واقع الحركات الإسلامية ومستقبلها في العالم العربي، بما يشمل موقعها في المشهد الإقليمي، وعلاقاتها بالقوى الدولية، وجدلية الدعوي والسياسي في مساراتها المتشابكة.
من وسائل وأدوات الفعل الهوياتية والاقتصادية والعسكرية والسياسية ودجنتها إلى قطعان بشرية ممسوخة الهوية منزوعة الأدوات فلم يتبق لها إلا القليل من الإسلام والقلم واللسان، فلم تتجاوز استجابتها لمبادرة طوفان الأقصى حد الشكوى والبكاء والدعاء..
تعرضت الجماعة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي إلى محن قاسية، على أيدي نظام الرئيس جمال عبد الناصر، وصبرت على كل صور القمع والتعذيب والمحاصرة والملاحقة التي مارسها النظام بحق قياداتها وأفرادها، وخرجت الجماعة من تلك المحنة لتكون أشد عودا..
مع مرور سبعين عاما على استشهاد البنا، إلا أنه لا يزال هناك الكثير مما يجهله الناس عن الرجل، بل مما يجهله أعضاء جماعته عنه، وكذلك قادتها..
وصف إريك تريغر من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى منظور الدستور المصري بأنه قاتم. وقال إن "التصويت على مسودة الدستور الجديدة قد يترك آثارا مدمرة على الاقتصاد المصري (..)، ما يستدعي أن تدفع واشنطن وحلفاؤها مصر إلى القيام بالإصلاحات الضرورية".